قال تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
قوله: (لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) أي: لأزداد إيماناً، كما تقول العرب: ليس من رأى كمن سمع، فمن رأى أقوى يقيناً وإيماناً ممن سمع.
وقوله: (فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ) أي: الصرّ، هو الجمع، أي: أجمعهن إليك.
وقوله: (ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا) أي: اذبحهن، ومزقهن، واخلط لحمهن وعظامهن وجلدهن وريشهن، واجعل على كل جبل، والجبل المراد هنا على الأرجح هو الحجارة البارزة، لا أن المراد أنه تسلق ثلاث جبال كبار، ليفرق أجزاء الطيور عليها.
وقوله: (يَأْتِينَكَ سَعْيًا) أي: سوف تجتمع كل عظمة ولحمة وجلدة وريشة إلى صاحبتها، حتى تعود طيراً كما كانت.
قلت: ولم يخبرنا الله عز وجل، ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، متى وقع ذلك، وهل كان قبل هجرة إبراهيم أم بعدها.