سيرة موسى عليه السلام - عجل بني إسرائيل

قال تعالى في سورة البقرة: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

قوله: (فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ) أي: أن الله تعالى، جعل علامة صدق توبة بني إسرائيل في عبادتهم للعجل، أن يقتل بعضهم بعضا، فأخذ كل واحد منهم سلاحه، وشرع يقتل بعضهم بعضا، القوي أو الأسرع، يقتل الضعيف أو الأبطأ، حتى رضي الله تعالى، فأمرهم بالكف عن بعض، فمن مات أُعطي أجر شهيد، ومن بقي حياً أُمِر باستئناف العمل.

وقال تعالى في سورة الأعراف: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ وَلاَ يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُواْ ظَالِمِينَ وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ وَالَّذِينَ عَمِلُواْ السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَآمَنُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ)

قوله: ( وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) دليل على أن موسى كان أكبر سنّاً من هارون، بخلاف ما يدعيه رواة اليهود، من أن هارون كان أسن من موسى، فلو كان كذلك، لما تجرأ موسى على جذب أخيه الكبير برأسه، وإهانته هذه الإهانة.

وقوله: (إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي) دليل على أن هارون كان قد نهاهم عن الشرك، وألحّ عليهم في ذلك، حتى غضبوا منه، وكادوا أن يقتلوه.

قوله: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا) أي: أن موسى لما سأل الله أن يتوب عليهم، أمره أن يأتي إلى موضع حدّده له، في أشراف قومه، ليتوبوا إلى الله تعالى، فاختار سبعين رجلاً من أشراف بني إسرائيل، وقدم بهم إلى ذلك الموضع، فلما بلغوه صعقوا.

قوله: (إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ) الهود، معناه العودة، أي: عدنا إليك، بمعنى: تبنا إليك.

ثم أمرهم الله تعالى بأن يعودوا لقومهم، وأن يقتلوا أنفسهم كما تقدم.

وقال تعالى في سورة طه: (وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا)

قوله: (وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى قَالَ هُمْ أُولاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى) في هذه الآية إشارة إلى أن موسى كان يسير بقومه، قادماً إلى الجانب الأيمن من جبل الطور، وذلك في العشر الأواخر من الأربعين يوماً، بمعنى أنه أراد أن يكون هو وقومه في الجانب الأيمن من جبل الطور، صبيحة اليوم الأربعين، أو الواحد والأربعين. لكن موسى استعجل ليصل الموضع قبل قومه، فأمر أخاه هارون أن يلحق به، ويخلفه في بني إسرائيل بخير، فأثناء ذهاب موسى، سار بنو إسرائيل خلفه ثم أقاموا للراحة، وهناك عبدو العجل. ولم يخبر الله تعالى موسى بعبادة قومه للعجل، إلّا بعد أن سأله موسى الرؤية، وبعد أن أعطى موسى الألواح، فسأل الله تعالى موسى بعد ذلك عن سبب استعجاله عن قومه، وهو أعلم منه، ولكن على وجه التقرير، وتمهيداً لإخباره بأن قومه عبدو العجل، ثم أخبره بعبادتهم للعجل.

وقوله: (قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا) أي: أنهم أقروا على أنفسهم بالخطأ، وقالوا: إنا لم نطق حمل أنفسنا على الصواب، ولم نملك أمرنا حتى وقعنا في الذي وقعنا فيه من الفتنة.

قوله: (وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ) أي: أنهم استعاروا ذهباً من المصريين، لما أرادوا الخروج، وخرجوا به معهم، ظناً منهم أنهم بذلك يسترجعون شيئاً من أموالهم التي تركوها بمصر.

وقوله: (فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ) أي: أن السامري، أمرهم بجمع ما معهم من ذهب، فقذفوها في مكان واحد، فتلا عليها المشؤوم شيئاً من تعاويذه السحرية، وكان السامري رجلاُ ساحراً من بني إسرائيل، فصهرت أولياءه من الجن الذهب، وشكّلوه في هيئة عجل، يدخل الهواء من دُبُرِه ويخرج من فِيِّه، فيصدر منه صوت كخوار العِجل.

وقوله: (أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا) أي: لا يتكلم معهم بكلام مفهوم، وفي هذا دليل على أن عدم القدرة على الكلام بصوت يسمع، وحرف ينطق، وكلمات تفهم، صفة عجز، والعاجز لا يكون إلهاً.

وقوله: (لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) أي: أن موسى لما غضب بسبب عبادة قومه للعِجل، ظن أن هارون قصّر في واجبه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقبض على لحيته ورأسه بيديه، وجذبه وهو يبخه، فقال له كما ورد في سورة الأعراف: (ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ثم أردف هارون قائلاً كما ورد في سورة طه: (يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)

قلت: وفي هذه الآية، دليل قاطع، على أن موسى كان أسنّ من هارون، وفي هذا ردٌّ على رواة اليهود، لأنهم يزعمون أن هارون كان أسنّ من موسى، لأنه لو كان هارون أسنّ من موسى، ما اجترأ موسى على القبض على رأس ولحية أخيه الأكبر سناً منه، ووبخه بهذه الطريقة، وما من شكٍّ أن الأنبياء، من أكمل الناس أدباً وأخلاقاً، فمحالٌ أن يفعل موسى بأخيه هارون ذلك لو كان هارون حقّاً أسَنَّ منه، أما وقد فعل موسى ذلك، فهذا يعني أنه كان أسنّ من هارون.

وقوله: (قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا) أي: رأيت ما لم يرى بنو إسرائيل، وهو جبريل عندما عرض أمام فرعون على فرس وكان فرعون على حصان، ولم يكن فرعون يرى شيئاً، إنما رأى الحصان الفرس وعليها جبريل، فتقدم الحصان يريد الفرس، وجمح بفرعون حتى دخل في الشق، فلما خرج جبريل من الشق، بصُر به السامري، فقبض قبضة من أثر فرسه، فهي القبضة التي ألقاها على الذهب.

عن عبد الله بن شداد بن الهاد الليْثي، قال: حُدّثت أنه لما دخلتْ بنو إسرائيل فلم يبق منهم أحدٌ أقبل فرعون وهو على حصان له من الخيل، حتى وقف على شفير البحر وهو قائم على حاله، فهاب الحصان أن يتقدم، فعَرض له جبرئيل على فرس أنثى وديق، فقرّبها منه فشمّها الفحل، ولما شمّها قدَّمها، فتقدم معه الحصان عليه فرعون، فلما رأى جند فرعون أن فرعون قد دخل، دخلوا معه، وجبرئيل أمامه، فهم يتبعون فرعون، وميكائيل على فرس خلف القوم يشحذهم يقول: الحقوا بصاحبكم، حتى إذا فصل جبرئيل من البحر ليس أمامه أحدٌ، ووقف ميكائيل على الناحية الأخرى ليس خلفه أحد، طبّق عليهم البحر، ونادى فرعون حين رأى من سلطان الله وقدرته ما رأى، وعرف ذلّه وخذلته نفسه، نادى: أن لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل، وأنا من المسلمين.

رواه الطبري.

وقوله: (لا مِسَاسَ) أي: لا يمسك سوء في هذه الحياة الدنيا، تعيش فيها كيفما تشاء، وأما في الأخرة فمآلك إلى النّار.

وقوله: (ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) يفهم من هذه الآية أمران: الأول: أن بني إسرائيل كانوا يسيرون متجهين لجبل الطور بمحاذاة الساحل، والثاني: أنهم لم يكونوا يسيرون بمحاذاة الساحل، وإنما كان بالقرب من موضعهم الذي أقاموا فيه غدير ماء، أو وادٍ يجري بفعل الأمطار، فأراد أن ينسف الصنم فيه، والثاني أرجح، لأن جبل الطور بعيد من الساحل، والله أعلم.