صفة القلم والكتاب

اعلم أنه لم يصحّ في صفة القلم والكتاب حديث، إلا أن أصح ما روي في صفتيهما ما روي عن عبدالملك بن جريج، عن عطاء، عن عبدالله بن عباس، قال: "إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمس مائة عام، من درة بيضاء، لها دفتان من ياقوت، والدفتان لوحان لله، كل يوم ثلاث مائة وستون لحظة، يمحو ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب".

رواه الطبري.

قوله: "مسيرة خمس مائة عام" يظهر أنه من تحريف الرواة، والصواب: "عرضه كما بين السماء والأرض". كما ورد في باقي الروايات.

وعن أبي حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس: "إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء، دفتاه ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، عرضه ما بين السماء والأرض، ينظر فيه كل يوم ثلاث مئة وستين نظرة، يخلق بكل نظرة، ويحيي ويميت، ويعز ويذل، ويفعل ما يشاء".

رواه الطبري.

وعن بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس قال: "لوددت أن عندي رجلا من أهل القدر فوجأت رأسه". قالوا: ولم ذاك؟ قال: "لأن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء، دفتاه ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، وعرضه ما بين السماء والأرض، ينظر فيه كل يوم ستين وثلاثمائة نظرة، يخلق بكل نظرة، ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء".

رواه الطبراني.

وعن عبدالملك بن سعيد بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن عبدالله بن عباس، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور، لله فيه في كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة، يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء".

قوله: "صفحاتها من ياقوتة حمراء" وهم من الراوي، والصواب: "دفتاه من ياقوتة حمراء". كما ورد في باقي الروايات.

ومن خلال هذه الأحاديث، سمّي الكتاب باللوح المحفوظ، وهو الكتاب الذي كتب الله فيه مقادير الخلائق من بداية هذا الكون وحتى نهايته.