عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس لم تُحْبَسْ لبَشَرٍ إلا ليوشع لَيَاِلَي سافَرَ إلى بيت المقدس".
رواه أحمد بسند صحيح.
وقوله: "ليالي سافر إلى بيت المقدس" أي: عندما أراد غزوها وفتحها.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بُضْعَ امرأةٍ، وهو يريد أن يبني بها ولما يبنِ بها، ولا أحدٌ بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا آخرُ اشترى غنما أو خَلِفَات وهو ينتظر وِلادَها. فغزا، فَدَنَا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك. فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علينا؛ فَحُبِسَتْ حتى فتح الله عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها فلم تَطْعَمْها، فقال: إن فيكم غلولا، فليبايعني من كل قبيلة رجل، فَلَزِقَتْ يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني قبيلتك، فَلَزِقَتْ يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة من الذهب فوضعوها، فجاءت النار فأكلتها، ثم أحل الله لنا الغنائم، رأى ضَعْفَنا وعَجْزَنا فَأَحَلَّها لنا" اهـ
رواه البخاري.
قوله: "غزا نبيٌّ من الأنبياء" جاء ذكره في هذا الحديث مبهماً، وقد بيّن الحديث السابق، أنه يوشع بن نون، ولعل الراوي هو من جهل اسم هذا النبي.
وقوله: "فجاءت - يعني النار - لتأكلها فلم تَطْعَمْها" وهذا فيما يظهر لي إنما يقع في حياة النبي، كآية من الآيات التي وهبها الله أنبيائه، وأما إذا مات نبيهم، فإن أتباعه ملزمون بحرق تلك الغنائم والتخلص منها.
وأهل الكتاب يسمونه: هوشع، كعادتهم في تحريف الأسماء ويزعمون أن موسى عليه السلام، غيّر اسمه إلى: يشوع، وهذا كما يظهر من تأليفهم.
ولا يعرف من نسب يوشع، أكثر من أنه ابن نون، ويذكر رواة اليهود أنه من سبط يوسف بن يعقوب.
ويوشع ونون اسمان عربيّان، ويوشع على وزن: يُوزَع، مشتق من الإشاعة، والنون هو الحوت، سُمّي به الرجل.
وهذه الأخبار تدلّ على أن يوشع بن نون، هو من تولّى الأمر بعد موسى عليه السلام، وهذا يدلّ على أن هارون توفي قبل موسى.
وفي هذه الأخبار أيضاً، دلالة على أن يوشع بن نون هو من فتح بيت المقدس، حيث يزعم رواة اليهود، أن بيت المقدس فتح بعد موت يوشع.