ثم قال تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
والراجح أن هذه الواقعة، وقعت بعد توبة الله تعالى على بني إسرائيل من عبادة العجل، بمدة. فإنهم كانوا يرون موسى يذهب ويلاقي الله تعالى بعيداً عن بني إسرائيل، ثم يعود إليهم، ويقول: قال الله، وأمر الله. فكذّبوه فيما يدعيه من أن الله يتكلّم معه، فقالوا له: لن نصدقك فيما تدعيه، والإيمان هو التصديق، حتى ترينا الله جهرة. فأنزل الله عليهم صاعقة من السماء، فغُشي عليهم، ثم أفاقوا بأمر الله تعالى وإذنه، لعلهم ينتهون، ويشكرون الله تعالى الذي رحمهم وبعثهم مرة أخرى ليراجعوا أنفسهم، ويتوبوا إليه.